ناقش الدكتور (عبد الكريم بكار) في هذا الكتاب أشهر المشكلات التي قد تواجه الأطفال، وقدم الحلول لمواجهة هذه المشكلات والتغلب عليها؛ حتى يستطيع الآباء تربية أبنائهم، وتخريج طفل سوي لا يعاني من الاضطرابات النفسية. إذ لا بد أن يكون الآباء على دراية جيدة بكيفية اكتشاف المشكلات في أطفالهم، وأن يتعلموا كيف يتعاملون مع هذه المشكلات بشكل سليم.
مشكلة الكذب من أكبر المشكلات التي يقع فيها الأطفال، ويزداد خوفنا حين ينتشر الكذب بين الكبار؛ لأن ذلك يشبه الوباء حين ينتشر بين الأطباء، حين تصبح طموحات الناس أكثر دنيوية، وحين تسوء الظروف الاقتصادية، فيصبح الحصول على لقمة العيش عسيرًا، فإن لنا أن نتوقع اتساع رقعة الكذب وتكاثر المبتَلين به، وهذا ما نشاهده اليوم. ومن هنا فإنني أعتقد أن تحجيم مساحة الكذب في المجتمع سيظل مرتبطًا بما يمكن أن نُحدثه من تقدم حضاري حقيقي وشامل؛ فالنفوس تشمئز من الكذب لأمرين أساسيين: الأول هو أن الكذب كثيرًا ما يكون من أجل التستر على جُرم أو خطأ أو تقصير أو عيب، وهذا يعني بوجه من الوجوه أن الكذب يجعل صاحبه يستسهل الوقوع في الخطأ ما دام قد وجد في الكذب ما يُنجيه من تحمل عواقبه، وبذلك يكون إدمان الرجل للكذب مفتاحًا لانحراف كبير. والثاني: وجود علاقة كبيرة بين الكذب والغش والسرقة والتزوير؛ فقد دلَّ كثير من الدراسات على الجرائم التي يرتكبها الأحداث على أن مَن اتصف بالكذب يتصف عادة بالغش والسرقة. من هنا ندرك تشديد النبي – صلى الله عليه وسلم – قولًا وعملًا على أهمية اجتناب الكذب لدى الصغار والكبار.
في الحقيقة، فالكذب ليس صفة فطرية أو وراثية لدى الطفل، أي أنها صفة مكتسبة تتكون لدى الطفل عن طريق التعليم والتقليد وتراكم الخبرة، وهذا يعني أن انتشار الكذب بين أفراد أسرة من الأسر أو مجتمع من المجتمعات، يشير إلى الإدانة للكبار والناضجين في تلك الأسرة وكذلك المجتمع. فقد يكذب الطفل لخوفه من العقاب، والخوف من المنع من الوصول إلى بعض الأشياء؛ فالكذب عند ابن أربع أو خمس سنوات، لا يشكل شيئًا مقلقًا؛ وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع التمييز بين الخيال والواقع، ولا يدرك ضرورة مطابقة ما يقوله لواقع الحال. حاول ألا تحشر الطفل في زاوية ضيقة، وتطلب منه الاعتراف بجرم ارتكبه أو خطأ وقع فيه، واعمل على توفير أدلة يجد معها صعوبة في الشهادة ضد نفسه. وقد يكذب الطفل في بعض الأحيان حتى يُثبت لنفسه فضائل ليست له؛ وذلك حتى يعوِّض عن شعوره بالنقص. ولن يلتزم الأطفال بالصدق في أسرة يكذب فيها الأب على الأم والأخ الكبير على الأخ الصغير. يجب أن يشعر الطفل أن الصدق قيمة من القيم الإسلامية العليا، ومن المهم ألا نُعطي الطفل انطباعًا بأن الكذب يُنجيه من العقوبة. وقد لا نستطيع معالجة الكذب لدى الطفل إلا إذا عرفنا السبب الحقيقي الذي يدفعه إليه، فإذا كان السبب هو الخوف من العقوبة مثلًا خفَّضنا العقوبة، وأعطينا الطفل قدرًا جيدًا من الشعور بالأمان مع العمل على إقناعه بخطورة التمادي في ارتكاب الأخطاء.
لو عدنا مئة سنة للوراء لوجدنا أن علاقة التحصيل العلمي المرموق بكسب الرزق لم تكن واضحة بالقدر الكافي؛ بسبب شيوع الأمية وضعف مساهمة المعرفة في المنتجات المختلفة. أما اليوم، فقد أصبح التزود بالمعارف والخبرات واكتساب المزيد من المهارات، هو المدخل الوحيد لرقي الأفراد والأسر والشعوب. ومن هنا فإن عدم امتلاك الطفل لدافع قوي إلى تحصيل علمي جيد، هو عبارة عن مشكلة كبرى لأسرته. من المهم التأكيد على أن الرغبة في التعبد وعمل الخير وطلب العلم، تُصنع صناعة من قبل الأسرة، ويكتسبها الأطفال من أسرهم ومعلميهم، وهذا التأكيد يأتي لكي يعلم الآباء والأمهات أن ضعف الدافعية لدى أبنائهم إلى التعلم والتفوق في الدراسة هو بسبب تقصريهم في توجيه أبنائهم أو بسبب أخطاء ارتكبوها خلال تربيتهم لهم.
النشاط الحركي الزائد أو ما يُسمي أحيانًا بفرط الحركة، مثار شكوى كثير من الآباء والأمهات. الطفل المصاب بفرط الحركة يعاني من صعوبة الاستقرار في مكان واحد مدة طويلة، كما يُعاني من الفشل في إتمام المهمات التي يُكلف بها على الرغم من كثرة نشاطه. يظهر فرط الحركة بقوة لدى الطفل المصاب في حال وجود مؤثرات صوتية ومرئية، كما أنه ينسى سريعًا، وقد يتصرف بشكل غير لائق دون التفكير في العواقب والنتائج. وأظهرت الدراسات أن فرط الحركة منتشر بصورة أكبر بين الذكور أكثر من الإناث. إذا شعر الأبوان بأن ابنهما نشيط أكثر مما ينبغي، فإن نشاطه قد يكون عَرَضًا للمرض، أو يكون عبارة عن نشاط غير معتاد أفرزته ظروف معينة، ويمكن أن يزول بزوالها. إذا تأملنا في حال الأسر التي لديها طفل مصاب بفرط الحركة، فإننا سنجد أن طابع خطابها لأطفالها هو الطابع السلبي، توبيخ ولوم ونهي مستمر عن الحركة، وكثيرًا ما ينتهي الأمر إلى الضرب. المطلوب هو أن ندرك أننا نتعامل مع مريض وليس شخص سوي؛ فالطفل لا يستطيع السيطرة على نفسه. من الملائم دائمًا أن نبحث عن فرصة للثناء على الطفل ليكون بديلًا عن اللوم والتقريع. حين يتجاوز الطفل المصاب التاسعة، فإن أسلوب التعامل معه يحتاج إلى شيء من التطوير، ومع أن الصبر والاهتمام والتشجيع والثناء من الأمور التي ستظل مطلوبة دائمًا إلا أنه يمكن إجراء عقد أو اتفاقية مع الطفل، يلتزم فيها بأداء سلوكيات غير مرغوبة، كما يلتزم الأب أو الأم بتقديم بعض المكافآت السارة والسخية، وتنبع أهمية مثل هذه الاتفاقية من كونها تنظم وعي الأبوين تجاه ما عليهما القيام به نحو طفليهما.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان