يأتي هذا الكتاب ليعالج بالأساس منهجيات التفكير، ويسلط الضوء على زوايا دقيقة من نمط التفكير الحي الذي ينقل المجتمعات نقلات نوعية، كما يُعتبر زلزالًا لأنه يرج العقل رجًا، ويعيد ترتيب الأفكار فيه بشكل جديد، فيهذب أفكارًا، ويضيف أفكارًا، ويجتث بعض الأفكار التي لا يُصلح بها عقل تغييري. ويحتوي الكتاب على أفكار تركز على العقل وأنماط التفكير، وقد ِصيغَتْ بأسلوب سهل وشيق، وبلغة خفيفة عميقة. تمت معالجة هذه الأفكار عبر مواقف حياتية، حتى لا تنتهي علاقة القارئ بالأفكار بانتهاء القراءة لأنه سيتذكر هذه المواقف كلما تعرض لموقف مشابه، ومن ثَمّ سيتدعي الفكرة المرتبطة بالموقف بسهولة.
تحتاج التحولات الحضارية إلى زلازل تعيد تشكيل وجه الإنسانية، لترسم عليه أرقى الألوان وأبهجها، وتمنحه بسمات الأمل والإصرار. وكما تمتلك الدول التي تعاني من زلازل متكررة كاليابان مراصد للتنبؤ بحدوث الزلزال؛ لتحذر الناس أنّ الزلزال قادم لا محالة، فإنّ علماء الاجتماع يتنبئون بأنّ زلزال العقول حتمي الحدوث، وأنه قادم لا محالة. حينما تزداد الضغوط على الأمم وتتعاظم التحديات المفروضة عليها، وتعجز منظوماتها الفكرية عن إبداع تصور للحل؛ حينها تتصدع الأفكار السائدة وتنهار.
تأتي الزلازل الفكرية لتعيد تشكيل العقل من جديد، فيتغير تعريف الممكن والمستحيل، وتُراجع المُسَلَّمات وأنماط التفكير السابقة التي تولدت في ظلها تلك التحديات. هذه الزلازل هي التي تجدد حيوية العقل، وتعيد فرز الأفكار وتبدع المخرج من الأوضاع التي تبدو قاهرة. ولا بد للعقل من زلزال بين الحين والآخَر، لأن استقرار الأفكار فيه فترة طويلة لا يدل بالضرورة على النضج؛ بل قد يعني الجمود على ما أَلِفَهُ؛ لذلك يجب أن يرتجّ بين الحين والآخَر رجات قوية يعيد من خلالها فرز أفكاره ومراجعة مُسَلَّماته.
كثيرًا ما بذلت جهدًا في استدعاء معلومة أعرفها وسمعتها من قبل، لكن عقلي لا يسعفني، وكم من مرّة وجدتني عاجزًا عن التعبير عن شيء أعرفه، وكم من قرار أعياني إطلاق سراحه من حيز الفكر إلى الواقع وشعرت بألم من التفكير. يبدو أنّ العقل مليء بالملفات التي تحتاج إلى حافظات تجمعها، ليسهل استدعاء المعلومة، ويسهل حفظ المعلومات الواردة من الخارج في أماكنها الصحيحة، ومن ثَم استخدامها. والإنسان يحتاج أن ينظم خارطته المعرفية، هذه الخارطة التي ينتج عنها في النهاية السلوك البشري. كلنا نتصرف وِفْقَ مدخلات معينة تدخل عقولنا، تصف لنا الواقع والذات والآخَر، فإذا كانت المدخلات خاطئة؛ سينشأ سلوك خاطئ، وإذا كانت المدخلات صحيحة وغير مُرتّبة؛ تضطرب الخارطة المعرفية وتتشابك المعلومات ويُساء تفسيرها، ونشهد هذا الاضطراب في السلوك في واقعنا، ويتجلّي بوضوح هذا التشويش في خلل في الفعل السياسي والاجتماعي.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان