إن الناظرَ في تاريخ الإسلام منذ بدأ كدولة حتى سقوط الخلافة في القرن الماضي يستطيع أن يستخلص العوامل المشتركة التي أدت إلى انحدار كل دولة، وأن يُميز الموقف الثابت لأعداء الإسلام إزاء ضعف سلاطينه وخلفائه إلى إسقاطه، وطرقهم متشابهة الأساليب ومتحدة الأيديولوجية، ، فهل يُوجد تشابه بين اليوم والأمس؟ وهل يستطيع القارئ أن يُطبِّق عوامل الضعف ومواقف الأعداء وسنن التاريخ على حال الإسلام اليوم؟ لقد مرَّ التاريخ الإسلامي منذ عصر الرسالة وحتى سقوط الدولة العثمانية بمراحل عديدة تتراوح بين القوة والضعف، تصعد إلى القمة ثم تهبط بعد أن كانت في قمة صعودها؛ فما الذي ترتب على تمكن دولة الإسلام أو انحدارها في كل عصر؟
عمل النبي منذ وصوله المدينة على تأسيس دولة إسلامية؛ فبنى مسجدًا للمسلمين، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وحدّد أسس العلاقة بين المسلمين وغيرهم كاليهود والنصارى، وبدأ تدريب المؤمنين لخوض المعارك، ثم راح يُرسل السرايا والغزوات، فحدثت أربع غزوات وثلاث سرايا في الثمانية عشر شهرًا الأولى بعد الهجرة، ومن أهم الغزوات التي حدثت في المرحلة المدنية وحددت ملامح تلك الفترة: غزوة بدر 2هـ وانتصر فيها المسلمون، وغزوة أحد 3هـ وكانت الغلبة فيها بادئ الأمر للمسلمين، وغزوة الخندق 5هـ وهُزم فيها الأحزاب الذين تكاتلوا لحصار (المدينة).
في 6هـ تم عقد صلح الحديبية بين النبي ومشركي مكة، لكنهم أخلّوا به عام 8هـ؛ فتوجه النبي إلى (مكة)، وفي نفس العام كانت غزوة (حُنين) بين المسلمين وتحالف ثقيف وهوازن، وانتصر المسلمون، وتوجه النبي بعد النصر من (حُنين) إلى (الطائف) وحاصرها حتى دخل أهلها الإسلام، وكانت غزوة (تبوك) 9هـ محاولة للرد على هزيمة المسلمين في (مؤتة) 8هـ، وتوفي النبي سنة 11هـ وترك أمة موحدة متماسكة.
يبدأ بخلافة (أبي بكر) (11/13هـ)، وبدأ خلافته بإرسال حملة (أسامة بن زيد) التي جهّزها النبي قبل وفاته لتأديب الغساسنة والثأر لقتلى (مؤتة)، ثم حارب المرتدين ومانعي الزكاة حتى أنهى تلك الفتنة. وقد بدأت الفتوح الإسلامية خارج نطاق (الجزيرة العربية) في عهده؛ فكانت معركة ذات السلاسل (12هـ) التي فُتحت بها البلاد الفارسية، ثم معركة (أجنادين) (13هـ) التي انتصر فيها المسلمون على البيزنطيين، وتوفي (أبو بكر) في 13هـ.
خَلَفَه (عمر بن الخطاب) من (13-23هـ)، وجمع عهدُه بين العدل في حكم الرعية والفتوحات والمعارك، وأبرزها فتح (دمشق) سنة (14هـ)، ومعركة القادسية (15هـ) التي انتصر فيها المسلمون على الفُرس؛ فأنهوا حكمهم على (العراق)، واليرموك (15هـ) وكانت الغلبة فيها للمسلمين على البيزنطيين، وفتح (المدائن) في (16هـ)، وفتح (بيت المقدس) بنفس العام، ومعركة نهاوند (19هـ) وانتصر فيها المسلمون وفتحوا (همذان)، وفتح (مصر). وكانت له إنجازات سياسية أهمها تحقيق وحدة (الجزيرة العربية)؛ فأجلى منها نصارى (نجران)، كما أجلى اليهود من (خيبر)، وحدّد أصول القضاء، وأحدث نظام الدواوين، وأنشأ بيت المال. وتُوفي (عمر) طعنًا على يد (أبي لؤلؤة المجوسي) سنة (23هـ).
تولَّي الخلافة بعده (عثمان بن عفان) من (24-35هـ)، والذي واصل الفتوح الإسلامية، ففُتحت (عمورية)، وكانت معركة ذات الصواري (34هـ) التي هزم فيها المسلمون البيزنطيين، غير أن الدولة اضطربت في عهده لمآخذ بعض أهل الأمصار عليه وخصوصًا العراقيين والمصريين؛ مما أدى إلى أن حاصروه في بيته حتى قتلوه في (35هـ)، ومنذ ذلك الحين فُتح باب الفتنة.
وخلفَه (علي بن أبي طالب) من (36-40هـ)، وكانت فترة اضطرابات وفتن؛ فواجه في موقعة الجمل (36هـ) الجيش الذي تبع (عائشة) و(الزبير) و(طلحة) للثأر من قتلة (عثمان)، وكان (علي) يرى تأجيل الثأر حتى استقرار الدولة، فقُتل (طلحة) و (الزبير) بالخطأ، وأعاد (عليّ) (عائشة) للمدينة، ثم كانت معركة (صفين) 37هـ بينه وبين (معاوية) الذي لم يعترف به، وانتهت بطلب (معاوية) الصلح والتحكيم فوافق (عليّ)، مما أغضب الخوارج فقتلوه سنة (40هـ)، لينتهي بذلك العصر الراشدي.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان