تحكم المجتمع العربي والغربي تقاليدُ قديمة تَحُطُّ من شأن المرأة، ولطالما نُظر إليها نظرة دونية. ويقال إنَّ صاحب أول نظرة دونيَّة للمرأة هو (أرسطو ) حين قال: "إن الانحراف الأول هو أن يجيء النسل أنثى بدلًا من أن يكون ذكرًا، وإن كان ذلك يمثّل ضرورة طبيعية؛ لأن فئة الحيوانات التي تنقسم إلى جنسين لا بد أن تبقى ". ونجد أن (أرسطو ) يقرر واقعًا في مجتمعه فرضته العادات والتقاليد، وهو وضع الأنثى المتدني، ويُدخل ذلك تحت نطاقه الفلسفي، فكانت النتيجة أن تبنَّت الكثير من المجتمعات فلسفته تلك عن المرأة.
يحمل التراث اليوناني عداءً كبيرًا للمرأة، وينظر إليها نظرة مهينة، ولا شكَّ أن آراء هؤلاء الفلاسفة في المرأة مرتبطة بخبراتهم الخاصة التي تحكم نظرتهم للمرأة، ولكن ما يثير الأسف شيوع أفكارهم في العالم أجمع. يقول (إمام عبد الفتاح) – المترجم المصري المتخصص في الفلسفة والعلوم الإنسانية - :"إنَّ الصورة السيئة الشائعة لدينا عن المرأة هي التي رسمها الفيلسوف منذ بداية الفلسفة في بلاد اليونان، فوجدت الأرض خصبة عندنا، حتى أنها ارتدت ثوبًا دينيًا، وأصبحت فكرة مقدسة لا يأتيها الباطل ".
يؤكد (سقراط 399 ق.م ) أن المرأة مصدر كل شر، وقد كان يحبس زوجته في المنزل، ويحتقر عملها وتفكيرها، وفي مقابل ذلك يسعى للقاء النساء المثقفات ويوجههن ويرشدهن. ويرى أن المرأة مجرد آلة لإنتاج الأطفال وتغذيتهم وخدمة الرجل، ولا ينبغي للرجل المشاركة في أعمال المنزل لأنه الأقوى، وأعمال المنزل هي للمرأة فقط لأنها الأضعف.
وها هو (أفلاطون 347 ق.م ) - الذي شاع بين الناس أنه نصير المرأة – يطالب في كتابه (الجمهورية ) بأن يُجَرَّد الناس من كل مشاعر الحب والخجل والرقة والأمومة والخصائص الأنثوية، وتكون مثلها مثل الرجل تمامًا من حيث التربية والنشأة، وآلّا يكون هناك أسرة، فيقول: " طالما كان لكلٍ منّا نساء وأطفال ومنازل وغير ذلك من الأِشياء التي يمتلكها الأفراد ملكية خاصة، فلن نحقق مشروعنا كما خططناه – يقصد الجمهورية الفاضلة –". فإنه بهذا جعل المرأة داخلة في الممتلكات الخاصة للرجل، وعندما أرد تحريرها من الذل جعلها ملكًا مشاعًا لجميع الرجال، وهو لا يجد غضاضة في التعبير بـِ "شيوع النساء " و " القانون الذي ينظم امتلاك النساء والأطفال ".
لا تختلف منزلة المرأة عند العرب قديمًا عنها في الثقافة اليونانية، وإن كانت أشد سوءًا؛ فالرجل هو البطل الجريء في القتل وسفك الدماء لكسب المال أو الدفاع عنه، وبالطبع كانت المرأة ضمن المتاع والمال الذي يملكه ويدافع عنه، وبالتالي فهو يملك العبيد والنساء. وقد كانت المرأة في المجتمع العربي القديم تؤكل حقوقها، وتُبتَز أموالها، وتُحرم أن تنكح زوجًا بعد الطلاق أو وفاة الزوج، وكانت تُورَث كما يورث المتاع والدابّة.
وتتجلى نظرتهم للمرأة في طرائق النكاح لديهم. فقد تعددت وسائل النكاح لديهم؛ فمنها مثلا أن المرأة كانت تُنكح لرجل لا تعرفه ولا ترضاه، طالما أن والدها أو سيدها هو من زوّجها. ومنها أن الجمع من الرجال كانوا يدخلون على امرأة واحدة كلهم فيصيبونها، فإذا حملت ووضعت ومرّ عليها ليالٍ بعد أن تضع حمل،ها أرسلت إليهم جميعًا، ثم تنسب الولد إلى من أحبته من هؤلاء الرجال. وقد شاع أيضًا بينهم أنَّه يمكن للرجل أن يشارك صديقه امرأته! تلك الفكرة التي دعا إليها (سقراط ) و (أفلاطون ) تحت اسم "شيوع النساء ".
وأي حديث عن مفهوم المرأة في الجاهلية بعد الحديث عن وأدها وهي طفلة، فهو فضل كلام لا ضرورة لذكره أصلًا!.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان